أهمية الاستدامة في مشاريع البناء وفوائدها المتعددة

آخر تحديث: 25 أكتوبر 2024

الاستدامة في مشاريع البناء أصبحت ضرورة حتمية في العصر الحديث، ومع تزايد الوعي بالتحديات البيئية والتغيرات المناخية، تبرز أهمية تبني ممارسات بناء مستدامة لضمان الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.

في هذا المقال، سنناقش المقصود بمصطلح الاستدامة وأهمية اعتماد هذا المفهوم في مشاريع البناء والفوائد البيئية والاقتصادية والاجتماعية المترتبة على ذلك.

ما المقصود بالاستدامة في مشاريع البناء؟

الاستدامة في مشاريع البناء تعني تبني ممارسات وتقنيات تصميم وتنفيذ وصيانة المباني والبنى التحتية بحيث تكون تلك المشاريع قادرة على تلبية احتياجات الحاضر وكذلك تلبية المتطلبات المستقبلية.

هذا المفهوم يعكس توجهاً بيئياً واقتصادياً واجتماعياً شاملاً من خلال تبني جملة من الاستراتيجيات تهدف إلى تقليل الأثر أو الضرر البيئي، وتحسين الكفاءة الاقتصادية، وتعزيز الجودة الصحية والرفاهية الاجتماعية.

أهمية الاستدامة في مشاريع البناء

1. الحفاظ على البيئة
البناء المستدام يهدف إلى تقليل الأثر البيئي للمشاريع من خلال استخدام مواد بناء صديقة للبيئة، وتقنيات توفير الطاقة والمياه، وتقليل النفايات.
اعتماد مثل هذا الأسلوب يعمل على التقليل من تلوث الهواء والماء ويحافظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

2. تقنين استهلاك الطاقة
المباني المستدامة تستخدم تقنيات حديثة للتقليل من استهلاك الطاقة من خلال تنفيذ جملة من الإجراءات مثل:

  • تنفيذ عمليات العزل الجيد
  • استخدام النوافذ المزدوجة
  • تركيب أنظمة التدفئة والتبريد الموفرة للطاقة

مثل هذه الإجراءات تساهم في تقليل استهلاك الطاقة وتقليل نسب انبعاث الكربون في الجو.

3. خلق بيئة صحية وآمنة
التصميم المستدام يركز على خلق بيئة معيشية صحية وآمنة من خلال مراعاة أسليب التصميم المناسبة واستخدام المواد الكيميائية الصحية والملائمة في البناء والعزل.

فعلى سبيل المثال تتفاوت مواد الطلاء في نسب انبعاث المواد الطيارة منها وبالتلي يجب الحرص على اختيار أنواع تحقق أقل نسب انبعاث ممكنة، وتتمثل احتياطات خلق مثل هذه البيئة عدة إجراءات منها:

  • استخدام مواد غير سامة
  • اعتماد تصاميم تسمح بدخول ضوء الشمس الطبيعي والتهوية الجيدة

مثل هذه الإجراءات وغيرها تعمل على تحقيق بيئة صحية وآمنة للسكان على المدى البعيد.

الفوائد البيئية

1. تقليل الانبعاثات الكربونية
المباني المستدامة تساهم في تقليل انبعاثات الكربون من خلال استخدام مصادر طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح، وتقنيات توفير الطاقة وهذا يساعد في مكافحة التغيرات المناخية وتقليل التأثير السلبي على البيئة.

2. الحفاظ على الموارد الطبيعية
استخدام مواد بناء معاد تدويرها وتقنيات تقلل من استهلاك المياه، يساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية ويقلل من استنزافها.

3. تقليل النفايات
الاستدامة تشجع على إعادة تدوير واستخدام المواد بفعالية، مما يقلل من كمية النفايات الناتجة عن عمليات البناء. تقنيات البناء المستدام تركز على تقليل الهدر وإعادة استخدام المواد بشكل فعال.

الفوائد الاقتصادية

1. تقليل تكاليف التشغيل
المباني المستدامة غالبًا ما تكون أكثر كفاءة من حيث استهلاك الطاقة والمياه، مما يؤدي إلى تقليل تكاليف التشغيل على المدى الطويل. الأنظمة الموفرة للطاقة والتحكم في المناخ الداخلي تقلل من فواتير الكهرباء والتدفئة.

2. زيادة القيمة العقارية
المباني المصممة بأسلوب مستدام غالبًا ما تكون أكثر جاذبية للمستثمرين والمشترين، مما يزيد من قيمتها السوقية وبالتالي زيادة نسب النجاح في استثمار مثل هذا النوع من المباني.

3. جذب الاستثمار
الشركات التي تلتزم بالاستدامة تجذب الاستثمارات والتمويل بشكل أسهل، حيث أن المستثمرين يفضلون دعم المشاريع التي تلتزم بمعايير بيئية واجتماعية جيدة وهذا يعزز من فرص التمويل والتنمية للمشاريع التي تستجيب لمثل هذه المعايير.

الفوائد الاجتماعية

1. تحسين صحة ورفاهية السكان

المباني المستدامة توفر بيئة معيشية صحية بفضل استخدام مواد غير سامة وتصميمات تضمن تهوية جيدة ودخول الضوء الطبيعي، مثل هذا الإجراء يعزز من راحة وصحة السكان ويقلل من المشاكل الصحية المرتبطة بالبيئة.

2. رفع الوعي البيئي

تطبيق ممارسات الاستدامة في البناء يرفع من وعي السكان والمجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة ويعزز من شعورهم بالمحافظة على بيئة نظيفة ويساهم في تحقيق تغيرات إيجابية في السلوك المجتمعي نحو البيئة.

خاتمة

الاستدامة في مشاريع البناء ليست مجرد فكرة عارضة، بل هي ضرورة لتحقيق تنمية تضمن الحفاظ على البيئة وتحسن جودة الحياة، كما أن الفوائد البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي نتحصل عليها من تنفيذ خطط الاستدامة تجعلها خيارًا استراتيجيًا لابد من اعتماده في جميع مراحل البناء لما لها من أثر في تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.